الإنْشَاء غَيْر الإنْجَازِي في التَّعَجُّب والمَدْحِ والذَّمِّ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية وآدابها - کلية الآداب – جامعة حلوان

المستخلص

     رَبَطَ النُّحاةُ التَّعجُّبَ بالتَّکثير ومِنْ ثَمَّ حَملُوه على التَّفضيل لتساويهما وَزْنًا ومَعْنى, ولجريانهما مَجرى واحدًا في المُبالغة وفي شروط بنائهما, وله صيغ کثيرة دالة عليه, والموضوعُ مِنْهَا لإنشاء التَّعجُّب ثلاث صيغ لا غير, هي: «مَا أَفْعَلَهُ», و«أَفْعِلْ بِهِ», و«فَعُلَ».
     ويتَّضح من ذلک أنَّ هناک تفاوتًا في درجات التَّعجُّبِ بين «مَا أَفْعَلَهُ», و«أَفْعِلْ بِهِ», و«فَعُلَ».
     ويدخل في درجات التَّعجُّب الإنشائي «نِعْمَ وبِئْسَ», وهما کلمتان وُضِعَتا للمدح العام والذَّمِّ العام, جامدتان غير مُتَصرِّفَتينِ تصرُّف سائر الأفعال لأمرين: أولهما: لزومهما إنشاء المدح والذَّمِّ على سبيل المبالغة؛ وثانيهما: لأنَّهما استُعمِلا للحال بمعنى الماضي؛ لأنَّک إنَّما تمدحُ وتذمُّ بِمَا هُوَ موجودٌ في المَمدُوحِ أو المَذْمُومِ, لا بما کَانَ فَزَالَ, ولا بما سيکون ولم يقع.