شعر أبي فراس الحمداني وابن زيدون في فترة الأسْر والسجن دراسة موازنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - کلية الآداب - جامعة الملک خالد

المستخلص

تناول البحث فترة الأسر والسجن لکل من أبي فراس الحمداني  وابن زيدون ؛ فالأول ظل في أسر الروم أربع سنوات، يترقَّب أن يفديه ابن عمه کل يوم ــ وکان جديرًا بالفداء لما له من سابقة فروسية وتصدّره مشاهد البطولات، حيث ظلَّ متخلِّيًا عنه لمدة أربع سنوات لا يستجيب فيها لرسائل العتاب التي يرسلها إليه الشاعر، ولا يحفظ هيبة الإمارة التي أُسِر أحد أفرادها، ولم يفتدِهِ إلا مع عدد من جنده ..وابن زيدون شاعر مطبوع بلغ مرتبة راقية بشعره فصار غرضًا لسهام الحسد من المحيطين، غير آبهٍ بهم حتى وقع تحت سهام سعاياتهم فانتهى به الحال إلى ما انتهى، فأنَّى له النصير والمعين ؟ وأنى له مخرج ينفذ منه إلى شموس الحرية سوى الهرب الذي اجترأ على القيام به بعد خمسمائة يوم من غياهب السجون.
وقد تناولت بعض ما أبدع کل منهما أثناء تلک الفترة، وما أحاط بهما من جوانب تشابه في الظروف أو الأشخاص المحيطين، وما اختلفا فيه ــ کلٌّ حسب مکونات نفسه واستعدادها ــ فالأول أمير فارس خاض الحروب وشهد المعارک، رفعه نسبه وفروسيته للإمارة، إضافة لکونه شاعرًا بليغًا، والثاني أديب رفعه أدبه إلى مرتبة الوزارة، رتع في مجالس الحب واللهو حيث تزخر کتب الأدب بأخباره مع ولادة بنت المستکفي التي تنکرت له لِتهوى غيره، فعبر کل منهما عن واقعه الأليم.
وجاءت الأغراض لتبرز جوانب الشبه والاختلاف بين الشاعرين، وهي کالتالي: الغزل، والعتاب والاستعطاف، والشفاعة، والشکوى، والمدح وأثره، والدعاء، والفخر، والشيب المبکر، والمفارقة، والطبيعة، والمفردات الدينية.. وقد حرصت على أن يُفضيَ کل غرض منهما إلى ما يليه.. وقد اتبعت في هذه الدراسة المنهج التحليلي، مع الميل إلى عقد الموازنات بين شعر الشاعرين ما استطعت إلى ذلک سبيلا؛ لأقف على جوانب الاتفاق أو الاختلاف إنْ في الشاعر نفسه أو في الشعر، مُتَّخذةً من الشعر هاديًا للوصول إلى فهم بعض جوانب شخصية الشاعر أو نفسيته.