قراءة سيميولوجية فى رواية التبر لإبراهيم الکونى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - کلية الألسن - جامعة عين شمس

المستخلص

يهدف البحث إلى دراسة رواية التبر لإبراهيم الکونى دراسة سيميولوجية، حيث تتوقف الدراسة عند تشکيل الفضاء الصحراوى ورمزيته وسيميولوجيا دوال الصحراء "الرمز والنذر والأسطورة"فى الرواية، يتبعه الحديث عن تشخيص الحيوان وخصوصية تشکيل العلاقة بين بطل الرواية وجمله. ومن القراءة السيميولوجية البنيوية إلى القراءة الثقافية حيث تختتم الدراسة بقراءة للأبعاد الثقافية التى تضرب بعمق فى تشکيل الرواية.
وقد خلصت الدراسة إلى:

·سيطرة ثنائية البقاء / الفناء بجلاء واضح على الفضاء الصحراوى. وبالرغم من هذه القسوة والمعاناة فالصحراء عند الکونى هى الفضاء المثالى الذي ينعم فيه الإنسان بالسعادة والطمأنينة ففيها الطهر والطمأنينة والسکينة کما أنها فضاء ترتحل فيه الروح إلى العالم الآخر زاهدة فى الدنيا وملذاتها.
· يرتکز قص الکونى على الميثولوجيا حيث قام بتوظيف الرموز والإشارات والأساطير فى ثنايا "التبر"، ونظرا لخصوصية رموز الصحراء وإشاراتها الخفية کان الکونى يمارس فعل التفسير فى ثنايا الحکى وفى هامشه بحيث يظهر الراوى الإخبارى التوثيقى فى هامش الحکى ليؤرخ لما غمض من أساطير ومعان ليقوم بالوظيفة التفسيرية فى هامشه.
· لا تظهر الأسطورة عند الکونى بوصفها تناصا إشاريا يستدعى نصوصا فى ثنايا الحکى، ولکن يبعث الکونى الأسطورة من مرقدها ويبث فيها من روحه فيجعلها تحدث وتتفاعل وتشکل مسار الأحداث وتؤثر على تطور الشخصيات وانفعالاتها ومسالکها. إنه يجعل الأسطورة نابضة معاشة لتتضافر مع نسيج الحکى فى تفاعل بديع.
· يستأثر الحيوان بمکانة واضحة عند الکونى، فحيوانات الصحراء دائمة الحضور وتقوم بأدوار رئيسة فى حکيه. ففى مجتمع يعاني الاغتراب لا يجد الإنسان أنيسا ورفيقا له سوى الحيوان ليتوحد معه ويبثه لواعجه وعزلته.

ترتکز القراءة الثقافية لرواية التبر على ملمحين بارزين وظفهما الکونى بشکل غير مباشر للإفصاح عن مضامين حکيه، الملمح الأول هو "التناص"حيث وظف الکونى العتبات التناصية فى بداية بعض فصول الرواية لتصير متکأ ثقافيا يقوم بدور تمهيدى إشارى يشي بطريقة موجزة غير مباشرة بما سيقع من أحداث. الملمح الثانى هو "ملمح صوفى"حيث تظهر فى ثنايا الفصول ومضات صوفية تتکشف فى کلام الشيخ موسى ذلک الفقيه الزاهد الذي کان البطل يؤمن دوما بنصائحه. إن البعد الثقافى للرواية يتمحور حول "الغواية "وما ينجم عنها من ألم، وتتجسد أشکال الغواية فى مفاتن الدنيا (المرأة / الولد / التبر / الصداقة)، فهذه