أثر الاختلافات البيئية واللغوية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - بلدية الکويت -مجلس البلدي

المستخلص

يتجه البحث إلى دراسة الأثر الذي تترکه الاختلافات البيئية واللغوية، وما يترتب عليها من آثار لغوية جانبية، في تعليم العربية للناطقين بغيرها في الدول العربية بخاصة، ودول العالم بعامة. فجاء البحث في خمسة مطالب أوضح فيها الباحث إشکالية يسر تعلم العربية عند بعض الدارسين المنتمين إلى بيئات جغرافية ولغوية تصلها بالعرب ولغتهم روابط قديمة ومتينة، إزاء صعوبة تعلمها عند آخرين ينتمون إلى بيئات منفصلة عن العرب ولغتهم جغرافيًّا وثقافيًّا، إضافة إلى انعدام أواصر التقارب الناتج عن ضآلة الاحتکاک السياحي والتجاري والدبلوماسي.
ويتميز البحث بطرحه قضايا معاصرة ترتبط بالعربية ومصير انتشارها، أو انحسارها في المستقبل القريب، فکان من أبرز القضايا ألقى الباحث الضوء عليها، أثر هجرات اللجوء في يسر تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها في البيئات الجغرافية المهاجر إليها؛ حيث إن التمازج الاجتماعي الناتج عن اختلاط المهاجرين سيؤدي إلى جعل اللغة العربية مقبولة في الوسط الغربي، أو إزالة الوحشة والإبهام الحاصل لها، کما توقع الباحث ميلاد لهجة وسيطة بين اللغة العربية واللغات الأجنبية الحية مثل اللغة الألمانية، لتکون لهجة تشبه اللهجة الآسيوية الدارجة في مجتمعات الخليج العربي، لکن بطابع ألماني مشوب بالفصيح.
کما أوصى الباحث راجيًا من الحکومات العربية بعامة وحکومات دول الخليج العربي بخاصة المساهمة في نشر اللغة العربية بين أفراد الجاليات الأجنبية المقيمة في دولهم، من خلال فرض قانون يجبرهم على الخضوع لدورة تعليم اللغة العربية في بلدانهم القادمين منها، وتکون شهادة هذه الدورة ورقة رسمية مطلوبة ضمن أوراق الحصول على تأشيرة الدخول، مما سيجعل انتشار معاهد تعليم اللغة العربية في دول شرق آسيا تتضاعف أضعافًا کثيرة في السنوات المقبلة، وهي مهمة عظيمة يؤديها القانون لنشر العربية، لغة وثقافة وتاريخًا.