النسوية التقاطعية: الطابع المركب لهوية المرأة الفلسطينية في الداخل دراسة في ديوان "أنا اثنتان" لآيات أبو شميس

قدمت الناشطة النسوية "كمبرلي كرينشو" مصطلح "التقاطعية" بأواخر ثمانينيات القرن العشرين على خلفية مقاومة العنصرية التي شهدتها أمريكا وبعض دول أوروبا آنذاك، حيث شرحت أن النساء لا يتعرضن للاضطهاد بسبب الجندر فقط؛ بل بسبب تأثير أشكال التمييز الأخرى المتقاطعة معه، كاللون، والعرق، والطبقة الاجتماعية، والعقيدة، والقومية، والاستعمار، وغيرها من مفاهيم عنصرية، يمكن عن طريقها فهم التجارب المركبة للنساء، والتي لا يدخل في تكوينها كونهن نساء فحسب؛ وإنما كافة الهويات التي يكتسبنها بسبب مواقعهن المختلفة بالمجتمع.
وقد تركت تلك التقاطعات المركبة آثارها في تعريف المرأة الفلسطينية في الداخل لهويتها، وانعكست عناصرها في خصوصية ما تكتبه من أدبيات تناقش قضايا الانتماء بمرجعياتها النسوية والقومية. وترتكز الدراسة على فحص التقاطع بين القضايا النسوية ومقاومة الاحتلال كما عبرت عنها الشاعرة الفلسطينية "آيات أبو شميس" في قصائدها التي تجسد الازدواجية التي تختبرها النساء الفلسطينيات في الداخل سواء بسبب هويتهن القومية بوصفهن مواطنات عربيات في إسرائيل، أو بسبب هويتهن الجندرية بوصفهن نساء يطالبن بحقهن في العيش دون التعرض للتمييز.